كثّفت أجهزة الأمن المصرية من جهودها للوصول إلى منفذى انفجار الحسين الذي وقع مساء أمس الأول، وأكدت مصادر أمنية أن أجهزة الأمن توصلت بالفعل الي معلومات مهمة تساهم في كشف هوية منفذي الحادث الإرهابي والذي أسفر عن مصرع سائحة فرنسية، وإصابة 23 آخرين، بينهم 17 فرنسيًا، ومصريان، و3 سعوديين.
وتم تشكيل عدة فرق بحث من جهاز مباحث أمن الدولة والبحث الجنائي والامن العام وشرطة السياحة والحراسات الخاصة لجمع المعلومات التي قد تقود الي كشف الجناة..
كما تم توسيع دائرة الاشتباه لتشمل ملف التطرف الديني والجماعة الاسلامية التي ادان رموزها الجريمة واكدوا عدم مسئوليتهم عن تنفيذها وقالوا أنهم ملتزمون بمبادرة وقف العنف وحريصون علي عدم الاضرار بالبلاد.
ويتم ايضا فحص الملفات الاقليمية للصراع العربي خاصة بعد ما تردد عن اختفاء ثلاثة ينتمون لحركة حماس عبر احد الانفاق خلال احداث غزة ويتم الربط بين هؤلاء وعلاقتهم بالأشخاص الذين هاجموا مصر لصالح ايران ويتم الآن التحقق مما اذا كان منفذ الجريمة مصريا ونفذها لصالح جهات خارجية.
وكانت قوات الأمن اعتقلت 11 شخصًا لاستجوابهم فور وقوع الحادث، موضحة أن المعتقلين مصريون كانوا فى موقع الانفجار مساء الأحد، واحتجزوا أثناء الليل أو صباح أمس، لكنها لم تذكر ما إذا كانت لدى الشرطة أدلة ضد المحتجزين أم لا.
وقالت مصادر أمنية أن هذا الإجراء عادى، حيث يتم توقيف بعض الأشخاص المشتبه فيهم، ويتم إخلاء سبيلهم فى حال التأكد من عدم وجود صلة لهم بالحادث، مشيرًا إلى إخلاء سبيل امرأتين منتقبتين ورجل بعد التأكد من عدم صلتهم بالتفجيرات.
وأجرت لجنة خبراء المعمل الجنائى فحصًا للعبوة، التى تمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعولها، وتفجيرها بشكل أمن، وتشير التقارير المبدئية إلى أن العبوة بدائية الصنع، وكانت موضوعة داخل علبة كبيرة من الصفيح، أو فى إناء من الفخار، وتعتمد فى الأساس على إحداث صوت لإثارة الرعب، والإصابات نتجت عن تطاير قطع الرخام والمقاعد.
وقال اللواء أمين عزالدين، مدير مباحث القاهرة، إن ما تردد عن استخدام الجناة دراجة بخارية غير صحيح، لأن إجراءات التأمين تحظر دخول الدراجات والسيارات إلى ساحة الحسين.
واستمعت نيابتا أمن الدولة العليا، وحوادث غرب القاهرة، أمس، لأقوال 19 شاهد عيان و16 مصابًا فى الحادث، حيث قال الشهود إن منفذه هرب بسيارة بيجو كانت تنتظره فى شارع الأزهر.
وطلبت النيابة سرعة تسلم تقرير خبراء المفرقعات والأدلة الجنائية، لتحديد المادة التى تم تصنيع العبوة المتفجرة منها، والتحفظ على العبوة الثانية، التى تم إبطال مفعولها.
السياحة
اثار دماء الضحايا بالقرب من مسجد الحسين
في غضون ذلك، توقع خبراء السياحة تراجع الإقبال السياحى بنسبة تتراوح بين 10 % و15 % خلال الأسبوع المقبل، وألغت بعض الشركات زيارة منطقة خان الخليلى وعدة مناطق بالقاهرة من برامجها السياحية المتفق عليها.
وأكد عدد من أصحاب شركات السياحة عدم تلقيهم إلغاءات للحجوزات، لكنهم قالوا إنهم تلقوا استفسارات من الوكلاء الأجانب حول الحادث.
وكان نحو 55 سائحًا فرنسيًا قد غادروا القاهرة صباح أمس، عائدين إلى بلادهم، لكن المصادر أوضحت أن المغادرة جاءت عقب انتهاء برنامجهم السياحى، الذى نظمته لهم إحدى الشركات الفرنسية عن طريق الإنترنت لنحو 62 سائحًا، أصيب عدد منهم فى التفجيرات، خاصة أن الخارجية الفرنسية أكدت عدم وجود ما يدعو لنصح رعايا فرنسا بعدم التوجه إلى مصر.
إدانة شعبية واسعة
في الأثناء، ادانت كل القوي السياسية والشعبية في مصر الحادث الارهابي الذي وقع بمنطقة الحسين مساء أول أمس.
حيث اكد مجلسا الشعب والشوري انه عمل خسيس يعبر عن حقد اسود تجاه مصر لكنه لن يزعزع أبدا الاستقرار الذي تنعم به مصر ويشهد به العالم ولن يؤثر علي صلابة الجبهة الداخلية ووقوف الشعب خلف قيادته.
واكد الحزب الوطني الحاكم علي لسان امينه العام صفوت الشريف ان هذا العمل صدر عن فكر مريض حاقد لا يعرف قيمة هذا الوطن ودوره في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
و استنكر شيخ الازهر والمفتي ووزير الاوقاف واللجنة الدينية بمجلس الشعب ولجنة الدفاع بمجلس الشوري الحادث مؤكدين ان السياح قد وقعوا عقد أمان بمجرد زيارتهم لنا ودخولهم الي مصر كما زارت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب منطقة الحادث والمصابين في مستشفي معهد ناصر للاطمئنان علي حالتهم الصحية.
من ناحية أخري سادت حالة من الغضب والاستياء اوساط المثقفين والمفكرين ورجال الدين والسياسة والاقتصاد من جراء العمل الارهابي.. وقالوا ان هذا العمل الخسيس يمثل مؤامرة علي مصر وان أمن مصر خط أحمر.
واستنكر قادة أحزاب المعارضة الحادث وأشاروا إلي احتمال تدبيره من قبل قوي خارجية تسعي للنيل من مصر وتقويض دورها الذي تنامي في الآونة الأخيرة بعد الجهود المصرية المكثفة لحسم قضايا المنطقة ودعت أحزاب المعارضة إلي ضرورة تكاتف القوي الوطنية والسياسية ووسائل الاعلام ورجال الدين والمثقفين للتوعية بخطورة هذه التوجهات المتطرفة وإيضاح حقيقة الإسلام السمح.
كما أدان السفراء الأوربيون الحادث مؤكدين أنه لن يؤثر علي حركة السياحة الي مصر، وأكدوا أن ماحدث هو عمل عشوائي ويحدث في كثير من دول العالم وأنهم علي يقين من قدرة الادارة المصرية علي ملاحقة الجناة وضبطهم.
المولد النبوي
على صعيد آخر أثار تفجير الحسين مخاوف عدد من مشايخ الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، من الاحتفال بالمولد النبوى -بعد 13 يوماً- حيث ينطلق موكب الاحتفال به من وإلى مسجد الحسين، المواجه لمكان الانفجار الأخير.
قال الشيخ محمد الشهاوى، شيخ الطريقة الشهاوية، ورئيس اللجنة الخماسية لإدارة شؤون المجلس الأعلى للطرق الصوفية: »يجب على أجهزة الأمن إلغاء الموكب الصوفى، الذى يحتفل بالمولد النبوى الشريف، والذى يضم الآلاف من أبناء الطرق الصوفية، الذين يتوافدون من جميع محافظات مصر، خوفاً عليهم من حدوث أى عمل إرهابى آخر«.
وحذر الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبى، شيخ الطريقة الشرنوبية، وزارة الداخلية من الإصرار على إقامة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى منطقة الحسين، مقترحاً إلغاء الموكب، وأن يقتصر الاحتفال داخل مسجد الحسين فقط.
جدير بالذكر أن موعد الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بعد 13 يوماً، وتبدأ نقابة الأشراف الاحتفال به يوم الخميس المقبل.
المصدر محيط